رواية بنوتة اسمرة
المحتويات
عن بعضهما البعض لحظه .. شعرت مريم بالدهشة بداخلها .. نعم هى تنظر الى ملامح تشبه ملامح ماجد الى حد كبير .. لكنها لا ترى ماجد فى تلك الملامح .. وكأن ماجد كان بملامح أخرى وشكل آخر .. وكأنهما لا يشبهان بعضهما البعض على الرغم من وجود هذا الشبه بالفعل .. شعرت بأنها .. تنظر الى رجل آخر تماما .. ولدهشتها .. فهى تشعر بشعور عميق تجاه هذا الرجل .. الذى شعرت أنه لا يشبه أى رجل آخر قابلته فى حياتها .. تركته يحت ضن كفها فى استسلام وعبناه مركزتان عليها .. لكنها لمحت فى عينيه نظرة خوف و تردد و ألم .. ثم .. أبعد يده عن كفها وأبعد عينيها عن عينيها .. شعرت مريم بالحرج .. وبالضيق من تغيره المفاجئ .. ودون كلمه .. نهضت لتغادر الغرفة.
أحمد ابن خالتى
أومأ مراد برأسه ثم أكمل قائلا
بصراحة يا نرمين أنا شايف انه انسان مناسب وكمان عارفينه كويس وعارفين أخلاقه .. يعني بصراحة أنا شايف انه الشخص المناسب ليكي
صمتت نرمين فأكمل مراد
بس طبعا دى حياتك انتى .. انا ليا انى أنصحك واقولك رأيي بس مش ممكن أفرضه عليكي لو كنتى انتى رفضاه أو مش حسه نحيته بقبول .. لان الجواز أهم حاجة فيه القبول
ها يا نرمين .. هل انتى رفضاه رفض قاطع .. ولا فى قبول ومحتاجه فترة تفكرى فى قرارك
قالت نرمين بخجل وهى تنظر أرضا
سيبنى شوية أفكر يا أبيه
ابتسم مراد وقبل جب ينها قائلا
ماشى يا نرمين فكرى براحتك .. واستخيرى ربنا قبل كل شئ
أومأت برأسها دون أن تنظر اليه وغادرت غرفة المكتب وأغلقت الباب خلفها وابتسامة سعادة تتكون على شف تيها ببطء.
طنط ناهد والبنات عايزين نسكافيه يا دادة
ابتسمت أمينة وهى تعطيها صانية موضوع عليها فنجان شاى
طيب ادخلى دخلى دى لجوزك على ما أكون عملتكوا كلكوا النسكافيه
أخذت مريم الصينية وطرقت باب غرفة المكتب بتوتر سمعته يقول
اتفضلى
دخلت مريم .. فنظر اليها بدهشة وهى حاملة صينية الشاى ظل يتابعها بنظراته الى أن وضعتها بجانيه على مكتب .. لاحت ابتسامه صغيره على شفتيه ..
همت بأن ترحل لكنه أوقفها قائلا بخبث
مش هتصبيه .. مش اللى يقدم شاى لحد يصبهوله ويحطله السكر
ابتسمت مريم بحرج وصبت الشاى ثم سألته
أد ايه السكر
ابتسم لها قائلا
اتنين
وضعت السكر وقلبته ثم قدمت له الفنجان .. همت بالإنصراف لكنها عادت تلتفت اليه وتقول بحرج
سهى هتجيلى بعد بكرة ان شاء الله
تمام
التفتت لتغادر لكنه أوقفها بسؤال مفاجئ
الجواب اللى كان على السرير ده من ماجد مش كده
التفتت لتنظر اليه بدهشة .. فأكمل قائلا
لما جتلك البيت عشان أخدك وأنا بحط الشنطة على السرير شوفت جواب .. ده من ماجد مش كده
شعرت بالإضطرب وقالت بصوت خاڤت
أيوة
أشاح بوجه وبدا عليه الجمود قائلا
وقفت تنظر اليه فى حيرة .. قال مراد بحزم دون أن ينظر اليها
لو فى حاجة حابه تتكلمى فيها أجليها دلوقتى لانى مشغول
بلعت مريم ريقها بصعوبة وقالت بصوت خاڤت متوتر
أنا مفتحتوش
رفع مراد رأسه پحده وأخذ يتفرس فيها .. فأكملت قائله
مفتحتش الجواب
ظل ينظر اليها للحظات وقد ضاقت عيناه .. ثم قال
ليه .. ليه مفتحتيهوش
لم تستطع الإجابة ولم تستطع المكوث أكثر .. فغادرت الغرفة بسرعة وأغلقت الباب خلفها وهى تشعر بالغيظ من نفسها .. ما الذى دفعها لتخبره بأنها لم تقرأ خطاب ماجد .. لماذا فعلت ذلك .. أخذت تلوم نفسها بشدة .. وشعرت بالحنق .. خرجت لتجلس فى الحديقة وقد عقدت ما بين حاجبيها فى ڠضب وهى تتمتم
غبية يا مريم .. غبية
جلس مراد فى مكتبه شاردا .. اخذ يتساءل ما الذى منعها من قراءة خطابات ماجد .. حبيبها .. الذى كانت تتألم لعدم استطاعتها قراءة خطاباته .. لقد طلقها .. وحررها من قيده .. فلماذا لم تعود لقراءة تلك الخطابات مرة أخرى .. ما الذى منعها .. وما الذى دفعها لأن تخبره الآن أنها لم تقرأه .. طالما الخطاب كان على السرير اذن فلقد أخرجته لتقرأه .. ما الذى منعها إذن .. أممكن أن ...... ! .. لا غير ممكن .. كاد أن يجن من فرط التفكير .. لكنه عقد ما بين حاجبيه فى ضيق وقد انتبه الى أمر هام .. وأخذ يحدث نفسه .. كيف تفعل ذلك يا مراد كيف سمح لك ضميرك لأن تفعل ذلك .. اعترف بأنك تحاول التقرب منها .. تحاول جذبها اليك .. لكن كيف تريد السيطرة على مشاعرها وهى لا تعلم حقيقتك .. مريم لا تعرف شيئا عن اعاقتك .. كيف تقربها منك دون أن تخبرها الحقيقة .. كيف تحاول أن تعلق قلبها بك لتصدمها بعد ذلك بإعاقتك .. أتحاول أن تضعها أمام الأمر الواقع .. أهذه رجوله
متابعة القراءة