سجينة جبل العامري لندا حسن
تداعب نسمات الهواء الباردة صدره يفكر في كل ما حدث وما مر عليه في الفترة الأخيرة كالذي قبلها أصبحت حياته عبارة عن نعيم على الأرض بوجودها مع ذلك الاستقرار الذي حدث في الآونة الأخيرة بعدما أبتعد كل حاقد من بينهم تارك الجزيرة أو العالم كله
دلف إلى الداخل يجلس على الفراش أمسك بهاتفه الذي أتى إليه رسالة من رقم طاهر الذي إلى الآن لا يعرف طريقه ولكن لن يستسلم وسيأتي به وإن عاد إلى بطن والدته
خلي بالك من المدام يمكن تكون مكان جلال
رفع بصره عن الشاشة ينظر أمامه في الفراغ مستحيل لا يعقل أن تكون هكذا لن ټخونه أنها ليست خائڼة أنها تحبه إلى حد لا يوجد مثله
ستكون هذه أرقام وظهر وكأنه أتم الجميع ليتأكد من ظنونه الخبيثة التي نهشت عقله أعاده أكثر من خمسة مرات ينظر إليه ويقرأه ويعيد كتابته مرة أخرى
كان هذا رقم طاهر المسجل بهاتفها طريقي
بقالي فترة مستني مكالمتك ومش عايز أنا أتكلم ها عندك أخبار تانية عن حضرة الأستاذ مصاحب الحكومة
أغلق الهاتف وأخفض يده ينظر إلى الفراغ الممېت حوله سکين حاد ملطخ بالحب الكاذب احتال على عقله ليتمسك بها اعتقادا أنه سيقطع بها ثمار الغرام فغدرت به وتوجهت نحو قلبه ټطعنه بمنتهى البساطة يتخلل الغدر نظرتها نحوه مستهزئة به إلى أبعد حد
هبط بعيناه إلى الأسفل لقد طعنته پسكين تالم لقد أخذت قلبه من مكانه ووضعته أسفل قدميها أتمنها على أكبر سر بحياتها فغدرت به وأعطته إلى أكبر أعدائه
فقط لأنه رجل غبي هواه الحب ولعب به أقذر لعبة
هبطت دمعة من عيناه على الأرضية مباشرة وهو منحني على نفسه بهذه الطريقة خذلان للمرة الثانية ولكنه الأقوى والأكثر عڼف وقسۏة
ألهذا السبب كانت دائما فضولية! ألهذا السبب أتت إلى هنا
رفع الهاتف أمام عينيها بعدما قام بفتحه وقال بسخرية شديدة ونبرته تخرج كفحيح الأفعى وهو يقترب منها
طريقي!
وقف أمامها ينظر إلى عيناها السوداء يخفي عتابه لها وخذلانه منها لا يظهر إليها إلا القسۏة والعنفوان القابع داخله تجاهها
ابتعلت غصة مريرة وقفت بجوفها وتابعته بنظرات خائڤة أدركت حينها لما رأت تلك القسۏة بعيناه حاولت التحدث وهي ترتعش بقوة ولكنه قاطعها قبل أن
تردف بكلمة واحدة صارخا بقوة اهتزت لها أرجاء الغرفة
طريقك
قبض على خصلات شعرها بشراسة وغلظة لا يحركه نحوها إلا الطعڼة التي أخذها منها في منتصف قلبه وظهره لا يحركه نحوها إلا الحب الذي لم يشعر به إلا تجاهها لا يحركه إلا الخذلان الذي ناله منها والغدر الذي ألقته عليه وكأنه قنبلة موقوتة
تأججت عروقه بالتهاب النيران بها وهو ېصرخ بقوة
طريقك لجنهم
هنا انفتحت أبواب الچحيم في حياة جبل العامري لتدلف به العاصفة التي أتت إليه من أبعد البلاد لتكون معه قصة حب غير معهودة ولكن الغدر كان سبيلها للهرب منه فلا طريق عودة أو نجاة سوى المرور بالچحيم الماثل أمامها
يتبع