سجينة جبل العامري لندا حسن

موقع أيام نيوز

على عقب وسيكون هو أول المتضررين ولو بعد مئة عام 
أنتي لسه منمتيش يا ماما
هنام أهو يا وعد
رفعت الصغيرة وجهها إليها مغمضة العينين والنوم يغلبها ثم قالت
تيته بتقولي إننا مش هنسافر تاني خالص يا ماما وهنفضل هنا على طول
نظرت إليها وبادلتها بعينيها السوداء الحالكة ولكنها لم تقل شيء غير أنها سألتها بجدية
أنتي عايزة ايه نرجع ولا نفضل هنا
أخفضت وجهها إلى جسد والدتها وشددت عليها بيدها وهتفت ببراءة وهي تغمض عينيها
نرجع أكيد ونبقى نيجي هنا كل إجازة نزور تيته علشان حبيتها أوي
نيران ملتهبة تشتعل داخل صدرها ټحرق الأخضر واليابس به تشعرها بأن الهروب من الجزيرة عبر المياة هو الحل الأمثل لتخمد نيران صدرها بعد توهج الحريق المشتعل 
الأنظار في تلك المنطقة حيث ينحصر بين السور وحوائط القصر والأسلاك الذي تعيق عبور أي أحد 
واختفت تماما عن أعين الكاميرات بعد أن خرجت للخلف من الباب الخلفي الموجود بالمطبخ الأرضي 
وقف ت قب الته تتغ نج وتت مايل بج سدها وهي تستمع إلى حديثه الذي يخرج بلهفه ماكرةضيق ما بين حاجبيه بجدية يتابع نظراتها نحوه متسائلا
هي مين دي
اشاجت بيدها بهمجية وهي تصيح به بصوت عالي سرعان ما اخفضته
أنت هتستهبل أخت زينة الست إسراء
أدرك بعد حديثها سبب خروجه من فمها فصاح يقت رب واض عا ي ده على ذراع ها ين ظر إلي ها برغ بة قاټل ة خبي ثة
أنتي هبلة يا فرح إسراء مين دي اللي ابصلها اومال أنتي ايه بطلي هبل دا أنتي الأصل والحب كله
دفعت يده من على ذراعها وتلوت أمامه وهي تكذب حديثه قائلة بضيق وانزعاج
كداب شيفاك بعيوني دول واقف معاها وعايز تفتح كلام وعينك هتخرج بره وتنط جوا هدومها
دي عيلة إنما أنتي قلبي من جوا وبعدين وحياتك عندي ما بصتلها
تابعته بتمعن ونظرات عينيها تخترق تعابيره وتفوهت قائلة بخبث يماثله
ما بلاش كدب البت حلوة بردو
عاد للخلف يرفع يده الاثنين لأعلى مؤكدا على حديثها وهو يبتسم بلا مبالاة وبرود
الصراحة آه هي حلوة وزي القمر ومنزلش منها الجزيرة اتنين
وجدها اعتدلت في وقفتها التي تتغنج بها أمامه ووقفت مستقيمة بعد أن تغيرت ملامح وجهها الجدية والضيق الذي بدا عليها بوضوح فصاح سريعا
يصحح ما قاله لها يتلوى في الحديث معها
بس بردو أنتي اللي في القلب لما القلب يشوف العين تعمى
ضيقت عينيها عليه وهي تعلم أنه كاذب وأردفت تكمل على حديثه ببغض
يالهوي على كدبك اللي ملوش آخر
ابتسم ببرود وتابع بعينيه جسدها من الأعلى إلى الأسفل وتطاولت يده ومدها ناحيتها في منطقة محظورة يهتف
سيبك من كدبي وحشتيني أوي أوي
ابتسمت متغاضية عن كل ما تم بينهم من حديث لاذع يعذب القلوب العاشقة ولكنهم كانوا قلبين لاثنين لا تحركهم إلا رغبتهم
وأنت كمان وحشتني
صاح بضيق وانزعاج ظهر في حديثه وهو يسير بيده على جسدها دون خجل
طب ايه مش هنتقابل بره ولا ايه أنا زهقت إحنا عاملين زي الحرامية اومال لو مش متجوزين يا فرح
أجابته بجدية تشرح له الأمر كيف يتم مع والدتها بصعوبة
أنت عارف اللي فيها أخرج أنا بأي حجه تقدر تقولي أمي بتعمل تحقيق قبل ما أطلع من بوابة القصر ولو قولت رايحه عند حد من صحابي بتكلمني هناك تسأل عني ده غير الحرس اللي يلازمني
أبتعد بيده ونظر إليها بجدية متسائلا
شاكه فيكي ولا ايه
أومأت إليه بالنفي قائلة بدلال وصوت ناعم خاڤت
لأ خاېفة عليا
تفوهت بالحديث مرة أخرى بدلال أكثر من السابق تتمايل أمامه وهي في الأساس تقف لا تتحرك
لأ استحمل شوية كمان بس واوعدك نتقابل في أقرب وقت
تحدث بجدية
أما نشوف قوليلي مافيش جديد عندكم
سألته باستفهام لتستطيع الإجابة عليه
جديد زي ايه
أشار بعينيه ناحية القصر وشفتيه تتحرك مستفهمة عن زوجة شقيقها الراحل
مرات أخوكي
صاحت بجدية شديدة وهي تقص عليه سبب قدومها إلى هنا
أسكت مش طلعت جاية تاخد الميراث بتاعها هي وبنتها أنا قولت بردو الجية دي وراها حاجه مش معقول جاية تزورنا
عاد للخلف خطوة ووقف مستقيما أمامها وتحدث بجدية مثلها
وهتاخد
استنكر ما تقوله بشدة فصاح يقترب منها
بتقولي ايه
أكملت بجدية شديدة متأكدة من حديثها تقصه عليه بوضوح دون خوف أو عدم ثقة
حرك رأسه
مستنكرا باندهاش يقول بغرابة ومكر
أخوكي ده شيطان
ابتسمت ساخرة من حديثه تكمل عليه قائلة بتهكم واضح
وأنت ايه يا حلو ما أنت زيه ونسخة منه 
أومأ إليها ضاحكا
معاكي حق بردو
أقت رب من ها يدف عها للخ لف لت ستند على الح ائط وت قدم ليلت صق ب ها لا يف صل والنجوم والبشر غافلين عما يفعله الظالمين الذين تحركهم رغباتهم وتلك النشوة القابعة داخل قلوبهم وعقولهم تحركهم
بأي إتجاة وفي أي طريق باحثين عن طريق الحړام وإن كان أمامهم الحلال والنور تكاسلوا ليبحثون عن الظلام الدامس بعيد عن الأعين والألسنة لتتكوم السيئات فوق بعضها البعض ويتجمع العڈاب إلى يوم الحساب 
كانت إسراء قلقت في نومها فاستيقظت وبقيت قليل من الوقت في الغرفة منها إلى الشرفة ولم 
هبطت إلى الأسفل وخرجت إلى الحديقة
تم نسخ الرابط