رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو كاملة حتى الفصل الأخير
أروى بالغيظ بعد فشل مخططها التي لم تستفد منه بعد كل ما فعلته عاد الأمر مرة أخرى لما كان عليه بينما مديحة كانت تشعر بالنيران متأهبة من قلبها بعد رؤيتها لخوف فاروق الشديد الذي تحول بعد سقوط جليلة غضبه وكل شيء كان يشعر به اختفى ليحل محله الخۏف والقلق عليها مؤكدا لها بحبه الشديد لجليلة بالرغم من جميع أفعاله..
كاد جواد يدلف ليطمئن عليها لكن استوقفه فاروق الذي منعه پغضب يرى أن مرضها كان بسببه
أنت عاوز ايه مش قولت إنك هتمشي وتسيبها وعملت فيها كده أمشي وسيبها يلا واقف عاوز ايه منها ليه عاوز تدخلها.
أنا هدخل اتطمن عليها أكيد مش هسيب أمي وهي تعبانة كده
تمتمت سما بتوتر لتنهي الأمر
خ... خلاص يا بابا عشان ماما متزعلش..
دلف جواد لوالدته يطمئن عليها بينما رنيم فعادت مرة أخرى إلى غرفتها بضيق كانت تود الذهاب من ذلك المنزل لكنها شعرت بتمسكه بوجوده مع والدته خاصة احتياجها له وحزنها على ابتعاده عنها..
حقك عليا متزعليش والله هنمشي بس شوية عشان ماما تكون اتحسنت.
احتضنته بضراوة وتمتمت بهدوء من بين شهقاتها
ل... لا خلاص عادي كفاية اللي عملته تحت عشاني المهم طنط جليلة تبقى كويسة.
مبحبكيش ټعيطي عاوز أشوف عيونك الحلوة دول.
ابتسمت بخجل من بين دموعها
الواحد بېموت فيكي أنتي وعيونك دول.
ضحكت بخجل متمتمة بخفوت
بس بقى كفاية كده أنت عارف أن أنا بتكسف.
ظل يتحدث معها بمرح ليجعلها تخرج عن حالة الحزن المسيطرة عليها وهو حزين لرؤيتها بتلك الهيئة الشاحبة..
بعد مرور عدة أيام..
كانت تجلس رنيم ممسكة هاتفها الجديد تتطلع إلى رسالة الټهديد التي تصل إليها يوميا شعرت بالضيق أغمضت عينيها بضعف وارتشعت يدها لا تعلم ماذا تفعل هي لن تستطع أن تجمع له المال الذي يطلبه تشعر أنها تائهة لا تعلم ماذا تفعل أتعترف لجواد أفضل!
لكنها تخشى رد فعله عندما يعلم بالطبع سيكذبها لن يصدق ما ستقوله لن يصدق دافعها لتفكيرها في شيء مثل هذا الأمر بأكمله مخفى عنه.
أغمضت عينيها باكية بضعف لا تعلم ماذا تفعل لكنها فجأة شعرت بالتعب يجتاح جسدها أغلقت عينيها بتعب ملتقطة أنفاسها بصعوبة متمسكة بالفراش لتجلس فوقه لكنها لم تشعر بشيء آخر حولها وقد غابت عن وعيها تماما..
في نفس الوقت علم جواد أن هناك شخص ما يريد مقابلته فأعطى الإذن له أن يدلف.
وقف محسن يطالعه مقررا تنفيذ خطته للحصول على المال متغلبا على خوفه من الأمر.
قطب جواد جبينه بدهشة عندما رآه متعجبا من وجوده وسأله بخشونة وجدية حازمة
أنت!! أنت عاوز ايه! مش أنت..
قبل أن يستكمل سؤاله غمغم محسن يجيبه بجراءة مبتسما بمكر
أنا محسن مش صاحب أخوها زي ما كدبت وقالتلك أنا من طرف عصام اللي قټلته هي وجه وقت الحقيقة تبان..
رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
ركب جواد سيارته بعقل مشتت شارد لا يعلم كيف جعله يسير بتلك السهولة لكن ما علمه جعله مشتت لا يعلم ماذا يفعل بعد معرفته الحقيقة! هل خدعته ببراءتها وحبه لها الذي جعله يفقد صوابه ولا يرى الحقيقة! هل ما يراه منها ستار تخفي خلفه حقيقتها الكاذبة بمهارة!
عاد بذاكرته متذكرا كل كلمة تفوه بها محسن متذكر تلك الكلمات التي حفرت في عقله عنها.
وقف محسن يكشف عن هويته الحقيقية ببرود ومكر مقررا تنفيذ خطته إلى نهايتها
أنا محسن كنت صاحب عصام الله يرحمه مش زي ما قالتلك هي كدبت عليك عشان تخبي الحقيقة..
لم يفهم جواد حديثه عن أي حقيقة يتحدث ذلك! ولماذا كذبت رنيم عليه عندما أخبرته أنه صديق شقيقها هتف متسائلا بخشونة حادة ولهجة حازمة
حقيقة ايه اللي تخبيها
تغلب على خوفه أمامه ملتقط أنفاسه بصعداء واستكمل خطته مجيبا عليه بخبث
أن هي اللي قټلت عصام الهواري مرات حضرتك يا باشا هي اللي قتلاه.
هب جواد بعصبية مقتربا منه وأمسكه من أطراف قميصه صائحا به بحدة غاضبة ليتوقف عن تلك الثرثرة الكاذبة
اخرس خالص وبلاش جنان اللي بتقوله دة قسما بالله اوديك في داهية.
لكمه في وجهه بقوة جعلت الډماء تسيل من أنفه واستكمل حديثه بحدة وڠضب أكبر متوعدا له
فوق لنفسك يلا شكلك نسيت أنت فين ولو مش عاوز تطلع من هنا عيد كلامك دة تاني.
ضغط فوق شفتيه الرفيعة پغضب وتحدث مغمغما باستفزاز وبرود وهو يضحك على غير المتوقع
لو كدة يا باشا يبقى مش هنطلع من هنا أنا والمدام بس أنا ضامن خروجي عشان معملتش حاجة لكن هي بقى اللي عملت هي خططت ونفذت كل حاجة.
لكمه مرة أخرى بحدة وصاح به بنبرة چنونية غاضبة
متجيبش سيرتها على لسانك وقتها والله ماهتشوف نور الشمس تاني من اللي هيحصل فيك..
حاول محسن أن يسيطر على حديثه لينفذ ما يريده وأجابه بتعقل
ياباشا طب اسمع اللي عندي اسمعني الأول وبعدها ابقى احكم.
اومأ برأسه أماما سامحا له بالتحدث فانتهز محسن تلك الفرصة التي آتت إليه وتحدث بمكر
بص ياباشا أنا كان ليا فلوس عند عصام عشان بينا شغل وهو كان واكلها عليا جيت مرة اروحله البيت شوفت المدام عرفتها أنا مين وعاوز ايه راحت قالتلي اسيبني من فلوسي دول شوية فكة واركز معاها هي في مصلحة أحلى والمصلحة دي قتل عصام عشان تورث وترتاح كمان لانها مش بتحبه.
استمع جواد إلى حديثه بعدم تصديق مغمغما بعصبية حادة بعدما برزت عروقه پغضب وتحولت ملامحه أصبحت تزداد حدة كان الشرر يتطاير من عينيه المصوبة نحوه يود قټله ليتوقف عن ذلك الحديث
هو انا المفروض اصدق واحد زيك ليه شايفني عيل ماتفوق لنفسك والكلام دة ميتكررش بينك وبين نفسك حتى تنساه خالص.
ضحك باستفزاز وارتسم فوق شفتيه ابتسامة ساخرة ثم أجابه بجدية متبجحا
أنا مبقولش اي كلام أنا معايا دليل على كلامي وهوريهولك عشان تصدق اللي بقوله وتعرف مين اللي قتل عصام بيه الهواري.
رمقه بعدم اقتناع مغمغما بسخرية هو الآخر ولازال لم يصدق ما يتفوهه ذلك الأحمق واثقا أنها لم تفعل شئ هكذا
وأنت بقى بتوريني كل دة وبتسلم نفسك بايع نفسك للدرجادي!! دة فيها إعدام
طالعه بعينيه الماكرة وغمغم مسرعا بخبث للدفاع عن ذاته بعدما قد أخرج له بعض الأوراق
لا ياباشا أنا بعرفك انها اتفقت معايا بس لكن أنا منفذتش هي بقى اللي جابت الناس دول وعملت الحوار دة كله عشان تبعد الشك عنها بعد كدة أنا في الوقت دة كنت تعبان محجوز في المستشفى واهو الورق اللي يثبت كدة
وضع الأوراق أمامه مبستما بانتصار مقررا الإنتقام لفعلتها وعدم إهتمامها به ظنا منها انه لن يستطع أن يتخذ تلك الخطوة لكنه فعلها ونفذ كل ما بها بتفكير شيطاني ماكر لتصبح أمامه هي القاټلة المتسببة في كل ذلك..
بدأ جواد يتطلع في الأوراق متأكدا من صحة حديثه لكنه حاول أن يثق بها نافيا ظنونه التي دارت داخله بعد استماعه لحديثه غمغم بخشونة وجدية تامة ولازال عقله يرفض تصديقه
اللي بتقدمه دة ملوش علاقة برنيم وكلامك دة تنساه نهائي احسنلك..
غمغم كلمته الأخيرة بوعيد حاد مزمجرا پغضب.
ظل يعبث في هاتفه لبضع دقائق وسرعان ما صدح صوت رنيم المسجل وهي تقول بنبرة حادة صائحة به پغضب
أنا هبعتلك المكان اللي قال عليه دة تيجي تعمل اللي قولتلك عليه اقتله بقى عاوزة اخلص ولا أنت مش عاوز تاخد الفلوس هديك قولتلك كل اللي عاوزه بس عصام ېموت
فتح مكالمة أخرى دارت بينهما فمنذ أن اتفقت معه وأخبرته بما تريد كان يسجل جميع المهاتفات التي تمت مبتسما بمكر منتصر بعدما تطلع نحو ملامح وجه جواد التي تحولت تماما إلى الڠضب والصدمة أحمرت عينيه بضراوة مستمع لصوتها الغاضب وإصرارها الشديد على التنفيذ مسرعا للتخلص منه
احنا