رواية متى تخضعين لقلبي لشيماء يوسف

موقع أيام نيوز

كامل يعيشه كان قلبه يرتجف بقوه كأنه سيتوقف فى اى لحظه عن العمل لم يجد امامه سوى التضرع التضرع لله بكل حواسه التضرع بقلب طفل نقى لم يتجاوز السابعه تعلمه والدته لاول مره كيفيه الخشوع لله بصرف النظر عن انتصاب جسده كانت روحه ساجده بكل حواسه يطلب منه برجاء العاصى قبل التقى ان يحفظها له 
فتح عينيه مره اخرى ورمش بجفونه عده مرات لطرد تلك الدموع الدخيله التى تجمعت فى الداخل دون استئذان مرر كفيه
فوق وجهه بتعب ثم استدار برأسه ينظر إليها كأنه يتاكد من وجودها هنا وبجواره فبعد اعتياده على فكره وجودها الدائم معه شعر بعدم اهميه اى شئ اخر الڠضب والاڼتقام والشراب والسهر كل شئ يبعده عنها لن يكون له مكان فى حياته فقد اختبر اليوم هذا الشعور المزعج ولا يريد تكراره مره اخرى تحت اى ظرف كان 
شعرت حياة بأنها سقطت بمفردها داخل بئر عميق مظلم وقد تحولت إلى عقله الاصبع كانت تتلفت حولها پذعر فكل شئ حولها يبدو عملاق ما بين صحوتها وغفوتها كانت تتداخل الاحداث فى عقلها كان الفراش الذى تستلقى فوقه يبدو عملاق ويبدو وكأن سقف الغرفه سيسقط فوقها فى اى لحظه ليسحقها تحته بعد ان عادت إلى سن التاسعه مجددا حاولت التسلق على جدران ذلك البئر فى محاوله بائسه منها للخروج ولكن بائت كل محاولاتها المستميتة بالفشل لذلك تخلت عن الفكره وعادت إلى قاعه تجلس هناك بخنوع وهى تضم ركبتها نحو قفصها الصدرى تنتظر هبوط سقف الغرفه فوق جسدها الضئيل فجاة لمحت جسد عريض برائحه ما تعرفها جيدا وتميزها من بين مئات الروائح تتجه نحوها انتظرت وصوله إليها ثم تنهدت بأرتياح قبل ان تنتنفض من جلستها لتركض نحوه وتشكو إليه ذلك الوخز الذى اصاب كفها تململت فى نومتها ثم همست بأسمه بخفوت من بين غفوتها 
فريد 
كان صوتها لا يزيد عن الهمهمة ولكنه وصل إلى حواسه وصل إلى قلبه قبل اذنه انتفض يعتدل فى جلسته وهو يجيبها بصوت أجش مملوء بالحنان 
عيون فريد وروح فريد 
رفعت كفها الموضوع به تلك الابره الحاده ثم اجابته بوهن 
فريد فى ۏجع هنا خليه يروح
ابتسم بحزن ثم امسك يدها بحذر كأنه يتحدث إلى طفلته
حبيبى مينفعش تتشال دى عشان تخفى بسرعه
حركت رأسها بتعب شديد رافضه تصديق حديثه ثم اجابته باعتراض طفولى بصوت لا يزيد عن الهمس 
مليش دعوه انت وعدتنى خلى الۏجع ده يروح
مرر إصبعه أسفل جفنه يمسح تلك العبرات التى تجمعت داخل عيونه قبل سقوطها وهو يتمتم لها قائلا 
حاضر ثوانى وهشيلهالك
انهى جملته ثم تحرك بجسده للخارج يبحث عن الممرضه التى اصطحبها معه عاد بها إلى الغرفه ثم طالبها بنبرته الآمرة المعتاده 
شيلى المحلول ده من ايديها 
نظرت إليه الممرضه بدهشه ثم فتحت فمها معترضه 
بس يا فريد بيه ده مش كويس عشانها 
اجابها فريد پحده ونفاذ صبر 
قلتلك شليها بتوجعها شوفى اى طريقه تانيه تاخد بيها العلاج
اطرقت الممرضه برأسها مفكره فى حل ما ثم اجابته على مضض قائله 
هو الحل الوحيد انى اشيلها دلوقتى واستبدلها بأبره عاديه بس الصبح لازم اعلق محلول تانى عشان الجفاف 
وافق فريد على الفور متمتا براحه 
ماشى على الاقل تكون ارتاحت شويه منها 
انتهت الممرضه من عملها وقامت بنزع تلك الابره الحاده من يدها وقامت بوضع لاصق طبى فوق أثرها ثم انسحبت من الغرفه بهدوء 
تسلل فريد مره اخرى إلى جوارها بهدوء ثم قام بطبع قبله حانيه على كف يدها المټألم وموضع اللاصق الطبى قبل ان يستلقى على الفراش بهدوء تحركت حياة وقد بدءت تشعر بالبرد يتسلل إلى جسدها الضعيف لتندس داخل احضانه وهى تتمتم بخفوت 
خليك هنا انا بردانه
اجابها بصوت أجش عميق 
انا دايما هنا
رفعت كفها تتلمس وجهه برقه كأنها تتأكد من وجوده لم يقاوم اڠراء النوم بين أحضانها لذلك كان يعلم جيدا انه يستغل وضعها وعندما
تتذكر ما فعله ستقوم بتعنيفه ولكنه فكر بيأس وليكن فهو ليس قديسا ولا تنتظر منه ان تكون بمثل هذا القرب منه ويستطيع السيطره على مشاعره 
ظنت حياة انها داخل حلم غريب ولكن جميل يقوم رجل ما ذو قناع بأنقاذها من بين براثن وحش مخيف ثم يطلب منها بحب وهو يركع على ركبه واحده ان تتزوجه وافقت بفرحه على طلبه فقفز يبنتصب فى وقفته بسعاده ثم احتضنها بحب وهو يتمتم فى اذنها بكلمات حب مدت حياة كفيها وهى تبتسم له لنزع ذلك القناع الذى يخفى ملامح فارسها عنها فوجدته فريد ابتسمت بخجل ثم أسندت رأسها فوق كتفه براحه قبل ان تغمض عينيها وتذهب فى نوم عميق 
فى الصباح استيقظ فريد فوجدها غافيه داخل احضانه بهدوء اغمض عينيه بأستمتاع ماذا سيحدث اذا توقف العالم الان وعند تلك اللحظه بالذات ما سيحدث هو انه سينعم براحة وجودها داخل احضانه للأبد ولكن اكثر ما يزعجه هو حرارتها التى تزداد بشكل دائم مع هلاوسها المستمرة تململت هى بين يديه لفتره قبل ان تبتعد عنه وهى تفتح عينيها بكسل اذا انها لازالت داخل حلمها الخاص حتى انها استيقظت بداخل غرفه بألوان زرقاء زاهيه لا تعرفها ابدا ابتسم لها بحنان وهو يتمتم بحب 
صباح الخير
ابتسمت له بخجل فهى تعلم انها لازالت داخل الحلم ولكنها تستمع بكافه تفاصيله بدءت تتحرك من الفراش فاعتدل على الفور يسالها مستفسرا 
حبيبى رايحه فين !
اطرقت راسها بخجل وقد بدءت وجنتيها تورد ثم اجابته بتعب شديد وهى لازالت مطرقه الرأس 
عايزه اروح الحمام واغسل وشى ممكن!
ابتسم لها بأشراق ثم اقترب منها يضع ذراعه تحت ركبتها ويحملها بين ذراعيه حتى وصل إلى باب الحمام فاوقفته معترضه
لو سمحت نزلنى وانا هكمل
اقترب برأسه من وجهها ثم سألها بخبث 
طب مينفعش اكمل للاخر !!
هزت راسها له معترضه فانزلها على مضض وبحذر واختفت هى بجسد هزيل ومتعب داخل الحمام بعد قليل خرجت منه وقد بدءت تترنح من شده الحراره والتعب فيبدو ان هذا المشوار القصير قد اضناها حملها فريد على الفور سألها بقلق 
حياة انتى كويسه ! 
أصدرت همهمه خفيفه ثم حركت راسها تحت صدره وهى مغمضه العينين سألها مره اخرى بترقب يتمنى بداخله رفضها 
تحبى انزلك !
حركت جسدها لاعلى قليلا حتى تستطيع الاختباء داخل تجويف عنقه ثم قالت بعدم وعى 
مش مشكله انا عارفه انك مش هنا
اجابها بصوت أجش هامس 
مش ممكن اكون هنا
حركت راسها داخل عنقه ثم تمتمت هامسه 
شششش انت مسافر وانا عارفه ان كل ده مش حقيقى 
انهت جملتها ثم انتظمت انفاسها دلاله على ذهابها بنوم عميق
متى تخضعين لقلبى
الفصل الحادى عشر ..
قضت حياة اليوم التالى لها ما بين الصحوه والغفوه مع الاستمرار الدائم لهلاوساتها وأحلامها الغريبه والتى كان العامل المشترك بينهم جميعا هو شخص واحد .. فريد .
اما عنه هو فكان ملازما لها خلال الليل والنهار لا يتحرك من جوارها الا لمتابعه اخر التطورات لمعرفه مرتكب تلك الچريمه بحقه وحقها ثم يعود إليها مره اخرى راكضا ينصت بإستمتاع إلى هلاوسها بقلب أب حنون قبل ان يكون قلب عاشق وما أشد سعادته عندما كان يستمع إلى اسمه يخرج من بين شفتيها عالما انه محور تلك الهلاوس فهى مازالت تلجأ إليه مثلما كانت تفعل فى صغرها وها هو الان يجلس بجوارها يستمع إليها ويلبى طلباتها مثلما كان يفعل أيضا وهو صغير تذكر بسعاده ان اول خطوه لها تحركت نحوه هو واول ركضه لها كانت لتصل إليه واول شكوى منها كانت إليه كان تفسير والدته ووالدتها على ذلك التعلق الشديد هو افتقار كلا منهما لوجود اخ او اخت من نفس فئتهم العمريه وكم سمع من شفتيهما كلمه "حياه اختك " ولكنه ابدا لم يستسيغ تلك الكلمه ويبدو ان قلبه أيضا لم يفعل فهى ببساطه لم تكن اخته .
فى اليوم الذى يليه بدءت حرارتها تعود طبيعيه وعليها كانت استفاقتها قريبه لذلك قام فريد بنقلها إلى غرفتها وأكد على كل من بالمنزل واولهم السيده عفاف التى كانت ترعاها فى اوقات انشغاله بعدم التطرق لتلك الحاډثه والاهم عدم التحدث عن اى تفاصيل تخص ميعاد عودته او وجودها داخل غرفته .
فى منتصف النهار فتحت حياة عينيها بتثاقل ووهن قطبت جبينها وعقدت حاجبيها معا محاوله تذكر ما حدث استغرق الامر قليلا لمعرفه ما يدور حولها وسبب تيبس عضلاتها قبل ان تنتفض من نومتها بفزع وتنظر حولها بقلق حركت رأسها عده مرات محاوله طرد تلك المخاۏف من رأسها طمأنت نفسها بقوه كانت مجرد احلام والدليل انها هنا غافيه داخل غرفتها اذا ليس هناك داع للقلق هكذا حدثت نفسها داخليا مجرد احلام عابره ليست الا طل هناك سؤال واخد يفرض نفسه داخل عقلها بقوه هل عاد إلى المنزل ام لا !!..
قررت بعد قليل التحرك من ذلك الفراش واكتشاف ذلك بنفسها فهى أيضا لا تعلم كم مضى على مرضها ومن اسعفها فاخر ما تتذكره هو محاولتها للخروج من غرفتها لطلب المساعده ووصول شخص ما تحركت من الفراش وقررت التوجهه إلى المرحاض والاغتسال جيدا بالماء الساخن لانبساط عضلاتها واستعاده نشاطها قليلا وبالفعل بعد حوالى ساعه كانت تقف امام المرآه تنظر برضى بعدما قامت بتجفيف شعرها وتركه منسدلا بحريه فوق كتفيها ثم قامت بوضع لمسات بسيطه من الكحل واحمر الشفاه لاعاده بعض اللون إلى وجهها هزت كتفيها بعدم اهتمام وهى تتسائل لماذا ارادت فعل ذلك ولكن يبدو ان مزاجها كان مرحا دون اى اسباب او هذا ما حاولت إقناع نفسها به قبل التحرك للأسفل .
بمجرد خروجها من الغرفه استرعى انتباهها وجود عدد من الأشخاص يتناقشون بتركيز فيما بينهم اكملت طريقها للأسفل عندها صادفت السيده عفاف التى أسرعت إليها مهروله تستقبلها بترحاب وهى تقول بحبور
-حمدلله ع السلامه .. البيت نور .. لا البيت ايه .. دى الدنيا كلها نورت .. 
احتضنتها حياة بحب وهى تتمتم بخجل
-الله يسلمك يا داد .. 
ابتعدت عنها قليلا حتى ينسى لها رؤيتها جيدا ثم سألتها بفضول
-داد قوليلى هو حصل ايه !.. 
ارتبكت نظرات عفاف قليلا وهى تتذكر تنبيهات
رب عملها التى وصلت لحد الټهديد فأجابتها محاوله اخراج نبرتها مقنعه قدر الامكان
-حاله ټسمم .. واضح ان الاكل بتاع بره ده كان فى مشكله .. 
صمتت قليلا ثم اضافت بنبره نادمه
-ياريتنى مسمعتش كلامك وكنت عملتلك الاكل بايدى .. 
اقتربت حياة منها مره اخرى تربت على كتفها قائله بود واضح
-خلاص يا دادا الحمدلله انه محصلش حاجه اكتر من كده تلاقيها بس غلطه المطعم متحطيش فى بالك .. 
انهت جملتها ثم اضافت تسال بفضول قاطعه المجال على عفاف لأجابتها قائله
-دادا .. ايه الناس دى !.. 
اجابتها عفاف وقد على ثغرها ابتسامه واسعه قائله بحماس
-ده مهندس ديكور فريد بيه طلبه عشان يهد البار اللى هنا ويشوف هيعمل ايه بداله ..
اتسعت حدقتى حياة بدهشه وسعاده حقيقه حتى شعرت بترقرق الدموع بداخلها ثم سألتها بكلمات متعلثمه من شده صډمتها قائله
-البار ... اللى كان بيش...!.. ده حقيقى .. هو فعلا هيشيله !..
هزت عفاف رأسها موافقه وقد ازدات ابتسامتها اتساعا برؤيه السعاده واضحه على وجهه حياة التى أشرق وجهها بابتسامه وسعاده حقيقه لم تشعر بها منذ زمن بعيد .
فى تلك الأثناء كان فريد عائدا من المستودع الصغير الملحق بالفيلا والذى احتجز بداخله ذالك المدعو على والذى تولى مهمه توصيل الطعام والرجل الاخر المدبر للحاډثه او كما يلقبونه "سيد الدولى " بعدما استطاع بمساعده المطعم وبعض أساليبه الخاصه التوصل إليهم وها هما الان ملقيان فى المستودع يرفضان التحدث او الايشاء بمن طلب تنفيذ تلك الچريمه تحرك پغضب نحو الباب الداخلى للمنزل يفتحه پحده فى تلك اللحظه رفعت حياة وهى لازالت محتفظه بتلك الابتسامه السعيده فوق ثغرها تنظر إلى القادم فتفاجئت به 
تسمر فريد مكانه وقد تبدلت ملامحه على الفور هو الاخر وهو يراها تنظر إليه بابتسامه عريضه وعيون لامعه تشابكت نظراتهما للحظات قبل ان تطرق حياة راسها للأسفل بخجل انسحبت عفاف من المكان بهدوء بعدما رأت تعلق نظرات كل منهما بالاخر اما هو فكان قلبه يقفز من شده الفرح وهو يراها تقف امامه مره اخرى وقد استعادت عافيتها من جديد كل ما اراد فعله فى تلك اللحظه هو التوجهه نحوها وأخذها بين احضانه حتى يتسنى له الشعور بدقات قلبها فوق صدره ولكن بدلا عن ذلك تحرك نحوها بهدوء حتى توقف امامها ثم سألها بنبره عميقه
-حمدلله ع السلامه .. انتى كويسه دلوقتى !.. 
هزت رأسها موافقه ثم اجابته برقه بالغه
-الله يسلمك .. اه الحمدلله .. 
انهت جملتها ثم حركت رأسها بأتجاه العمال قبل ان تعيدها نحوه وهى تمتم بخجل
-شكرا .. 
رفع احد ذراعيه يحركها فوق مؤخره راسه وهو يبتسم لها بهدوء وقد علم ما ترمى إليه ولكنه آثر سماعها من بين شفتيها اقترب منها خطوه واحده ثم سألها بصوت أجش
-على ايه !.. 
اتسعت ابتسامتها وزاد احمرار وجنتها ثم اجابته بخجل
-انت عارف على ايه .. 
انهت جملتها وركضت مسرعه نحو الاعلى حيث غرفتها انا فريد فقد ظل حيث هو بلا حراك وعينيه تتبع خطواتها والابتسامه البلهاء لم تفارق شفتيه
عند حلول موعد الغذاء سمعت حياة بضع طرقات خفيفه فوق باب غرفتها لذلك طلبت من الطارق الدخول فطلت السيده عفاف من خلف الباب تسألها بهدوء قائله
-فريد بيه طلب منى اسالك لو ينفع تشاركيه الغدا النهارده .. ده طبعا لو حاسه نفسك كويسه .. 
اندفعت حياة تجيبها دون تردد قائله
-اه يا دادا .. خليكى انتى وانا هنزله على طول .. 
انهت جملتها ثم تحركت مباشرة نحو غرفه الطعام فهى لديها العديد من الاسئله التى تشغل
عقلها ولن يجيبها أحدا غيره .
وصلت إلى غرفه الطعام فوجدته جالسا فى مكانه المعتاد على راس طاولته ينتظر ردها تحرك من مقعده بمجرد رؤيتها يسحب لها الكرسى الملاصق لمقعده وقد لاحظت حياة اقتراب المقاعد من بعضها اكثر من السابق جلست فى مقعدها والذى كان ملاصق تماما لمقعده حتى ان قدميها تلامست عده مرات مع قدميه لاحظت حياة بعد جلوسها وجود عزه فى احد أركان الغرفه لذلك ومن باب الذوق حييتها حياة بهدوء ردت عزه تحيتها بارتباك واضح وشرعت فورا فى تقديم الطعام ثم استئذنت فى الخروج من الغرفه
تم نسخ الرابط