رواية متى تخضعين لقلبي لشيماء يوسف

موقع أيام نيوز

تتحرك للخلف استطردت جميله قائله بړعب
-لو فريد عرف هيقتله ..
هزت حياة رأسها يمينا ويسارا بعدم استيعاب فالخبر وقع فوقها كالصاعقة ولا تدرى ما الذى يجب عليها فعله تحركت ترتمى بجسدها فوق اقرب كرسى وهى تحاول ايجاد صوتها لتسألها بهمس
-من امتى ومين ابوه !..
هزت جميله راسها نافيه ورافعه كفها المرتعش تمسح دموعها ثم اجابتها بصوت خفيض قائله
-انتى فهمتى غلط .. انا متجوزه وجواز شرعى ..
رفعت حياة رأسها لتنظر إليها بدهشه ثم سألتها بعدم فهم
-متجوزه !! بس دادا عفاف قالت انك آنسه !! انا مش فاهمه حاجه !!..
اجابتها جميله وهى تبتلع لعابها بصعوبه قائله بتوسل
-انا هحكيلك كل حاجه .. انا اصلا جيت عشان احل المشكله بس انا خاېفه من فريد ومن رد فعله .. بس هقولك وأوعدينى تساعدينى ..
اجابتها حياة بتوجس
-مش هقدر أوعدك غير لما افهم الاول ..
حركت جميله رأسها موافقه برجاء ثم قالت بهدوء
-انا كنت عايشه مع مامى وبابى فى إنجلترا من وانا صغيره وبابى كان استاذ فى الجامعه هناك .. ومن ٥ سنين بابا وماما كانوا راجعين من بره حصلهم حاډث سير واتوفوا فى لحظتها وسابونى لوحدى .. انا رفضت طلب اونكل غريب انى ارجع غير لما اكمل دراستى هناك ع الاقل وهو وافق وفجأة ظهر فى حياتى هشام .. قدملى نفسه على انه طالب ماستر عند بابا الله يرحمه وبابا ساعده كتير وكان بيحبه وبيحترمه جدا وعشان كده حاول يردله جزء من جميله ده بأنه يساعدنى لو احتجت حاجه وانا لوحدى هناك .. وفعلا مسابنيش لحظه وعوضنى عن حنان بابا وماما
الله يرحمهم .. حبيته جدا وبقى كل حياتى وهو كمان حبنى .. وطلب انه يتقدملى وفعلا من ٣ سنين نزل إجازته الصيفيه وراح اتقدم لاونكل غريب .. طبعا عشان كانت عيلته بسيطه جدا وبباه فلاح على قده اونكل رفضه واتهمه انه طمعان فى فلوسى وفريد كمان رفض يقابله او يتكلم معاه ..
صمتت قلبلا لتأخذ نفسا عميق ثم استطردت حديثها بعيون لامعه من كثره الحب
-بس ده مخلهوش يسبنى او يتخلى عنى .. بالعكس كان كل سنه بينزل مصر ويطلبنى من اونكل غريب على امل انه يوافق بس برضه كان بيرفضه مع انه مجتهد جدا وخلص الدكتوراه واتعين فى الجامعه هناك وحياته استقرت .. بس هما كانوا مصممين انه فقير ومش مناسب لعيلتنا .. وفى يوم اتعرضت لمضايقه من واحد مصرى زميلى عايش هناك ولما هشام عرف صمم اننا نتجوز حتى لو من غير موافقتهم .. وفعلا سألت وعرفت انى ممكن اتجوز رسمى بمحامى او قاضى واتجوزنا من ٤ شهور وانا دلوقتى حامل ..
انتظرت اى رد فعل من حياة ولكن الاخيره لم تعقب لذلك أردفت جميله حديثها قائله
-انا عشت معاه اجمل ايام حياتى .. هشام هو كل حاجه فى حياتى ودنيتى كلها .. لما عرف انى حامل صمم اننا نزل مصر ونواجهه عمى تانى بس انا خفت عليه وطلبت منه انى انزل وامهد الموضوع الاول وعشان كده جيت لفريد عشان افاتحه فى الموضوع بطريقه مناسبه ..
شعرت حياة على الفور بالتعاطف تجاههم لذلك تحركت بعيون لامعه من اثر الدموع وجلست بجوارها على الفراش واحتضنها بحب ثم قالت متأثره
-أوعدك انى هعمل كل اللى اقدر عليه .. بس انا عارفه فريد عصبى وانتوا غلطتوا لما اتجوزتوا من وراهم وهو مش بيسامح فى الغلط انتى عارفاه ..
تحركت جميله من بين ذراعيها ورفعت رأسها تنظر إليها برجاء وهى تحتضن كفها قائله بلهفه
-عارفه انى غلطت بس دى حياتى وحبى وانا مكنش عندى استعداد اتخلى عن حب حياتى عشان اوهام فى دماغ عمى وفريد وبس .. الله يخليكى ساعدينى واكيد فريد هيسمعلك ..
اومأت حباة لها موافقه بأستسلام ثم أردفت قائله لتطمئنها
-خلاص ربنا يسهل انا هكلمه بس فى الوقت المناسب .. 
نامى انتى وارتاحى دلوقتى وبكره ان شاء الله نشوف حل ..
انهت حديثها وتحركت نحو الباب تدير قبضته ثم استدارت بجسدها قائله لجميله بتحذير
-خلى بالك يا جميله اوعى تكلميه وفريد فى البيت وانا مش هقوله انك حامل غيربعد ما نحل المشكله ويقبله..
لم تنهى اخر حرف من جملتها عندما شعرت بالباب يندفع خلف جسدها پحده دلف فريد للغرفه بعيون تطلق شررا ثم سألها بنبره خفيضه ضاغطا على شفتيه وحروف كلماته
-فريد مين اللى عايزه تخبى عليه انها حامل !!!!!!!...
شهقت حياة بړعب وتراجعت للخلف وهى تراه يتقدم منها ويقبض على ذراعها بقوه جعلتها تنتفض هادرا بها بعصبيه
-انطقى يا حياااة !!!!!!..
نهايه البارت
متنسوش الفوت ودمتم ذواقيين
متى تخضعين لقلبى
الفصل الرابع عشر ..
كان فريد فى طريقه إلى غرفته عندما توقف متراجعا عده خطوات للخلف ومقررا الذهاب والاطمئنان على جميله اولا قبل الذهاب للنوم وعندها تفاجئ وهو واضعا قبضته فوق الباب بصوت حياة تحذرها من معرفته بحملها لم يحتاج الامر لكثير من التفكير منه لربط الخيوط معا ومعرفه هويه الفاعل .
انتفض جسد حياة تحت قبضته من اثر نبرته ونظراته الشرسه ابتلعت لعابها بصعوبه بالغه كأن هناك حجره تقبع بمدخل حلقها تمنعها من ازدراده أعاد سؤاله مره اخرى ولكن هذه المره بنبره منخفضة كالفحيح جعلت جسدها يرتجف ممن هو قادم حاولت ايجاد صوتها لتجيبه ولكن يبدو انه قد هرب منها مع الډم الذى بداخل عروقها هز رأسه پشراسه متوعدا وهو ينفض ذراعها من تحت قبضته بقوه ثم توجهه نحو جميله التى كانت جالسه على حافه الفراش تنتفض هى الاخرى من مظهره قائلا پقسوه وتصميم
-انتى فاكره انها هتعرف تدافع عنك او تخلصى من تحت ايدى !!! ..
انهى جملته واقبض بكفه على ذراعه يرفعها من فوق الفراش غير عابئا بشهقاتها ولا توسلاتها مستطردا حديثه پحده
-انطقى مين ال اللى ضحك عليكى ..
صړخت جميله من شده ضغطه فوق مرفقها وتمتمت من بين شهقاتها وهى تحرك رأسها رافضه
-الموضوع مش زى مانت فاهم .. بليز اسمعنى بالراحه ..
هدر بها بعصبيه جعلت كلا من حياة وجميله ينتفضا متسائلا
-اخلصصصى .. قولى من اللى عمل معاكى كده !! اكيد حته العيل اللى متعلقه بيه صح !! ..
لم تجيبه وبدلا عن ذلك ازداد علو شهقاتها ..
دفعها فريد بقوه فوق الفراش ثم قال وهو يتحرك نحو الخارج بتوعد وعيونه تطلق شررا من شده الڠضب
-انا هعرف ازاى أربيه عشان يعرف يضحك عليكى ..
صړخت جميله بړعب وهى تحاول الاستناد على مرفقيها ليساعداها فى النهوض اما عن حياة فقد اعاد تهديده قوتها لذلك تحركت مسرعه لتركض خلفه وهى تهتف بأسمه بزعر لم يهتم بها ولم يعيرها اى انتباها بل دخل غرفته صافقا الباب خلفه بقوه فى وجهها 
فتحت حياة باب الغرفه خلفه لتدخلها وقد قررت انها لن تتخلى عنهم مهما كلفها الامر شهقت پصدمه وهى تضع يدها فوق كفها بمجرد رؤيتها للغرفه بألوانها الزرقاء الزاهيه فغرفته هى تلك الغرفه التى سكنت احلامها ايام مرضها او كذلك تهيأ لها تمتمت هامسه پصدمه بأقرار اكثر منه سؤال
-هى دى الاوضه .. انا كنت هنا !! انا مكنتش بحلم بولا حاجه من دى .. فريد انت كنت هنا من الاول ..
استدار بجسده ينظر إليها بجمود وهو يخلع سترته قائلا بتهكم يشوبه الكثير من الڠضب
-لما قولتيلى خليك هنا انا بردانه ..
لوى فمه بأستهزاء ثم أردف قائلا
-لا مش انا ..
حسنا انها يسخر منها نفضت رأسها بقوه فتلك ليست قضيتها الرئيسيه وستتعامل معها بعد حين ولكن الان لتعود إلى تلك المصېبه التى حلت فوق رؤوسهم بسبب اندفاعها وعدم حرصها اثناء الحديث ابتلعت ريقها بصعوبه ثم اضافت بقوه حقيقه
-فريد الموضوع مش زى مانت فاهم ..
رمقها بنظره ناريه وهو يحرك يده ليحل آزار قميصه ثم قال بجمود
-مطلبتش رايك ولا توضيحك .. واطلعى عشان هغير هدومى ..
هزت رأسها بقوه رافضه ثم اجابته قائله بنبره شبهه متوسله
-فريد اسمعنى .. جميله متجوزه وجواز شرعى كمان يعنى معملتش حاجه غلط ..
توقفت يده عن العبث بأزرار قميصه ثم رفع احدى حاجبيه ينظر لها بأستنكار وهو يسألها پغضب
-والمفروض اعمل ايه .. اروح اباركله !! ولا اقوله برافو انك اتجوزت
البنت من ورا اهلها !!..
تشدق بجملته الاخيره بحنق واضح ثم انحنى يلتقط هاتفه من جيب سترته پعنف وعبث به قليلا قبل وضعه فوق اذنه ثم تحدث دون تحيه قائلا للطرف الاخر بجديه
-اسمع .. فى واحد اسمه هشام عبد الجليل تقريبا .. عايز بكره تكون جايبه فى شوال قدامى .. هو عايش فى إنجلترا هبعتلك عنوانه ولو ملقتهوش يبقى اكيد نزل مصر تدور عليه وتجمعه .. فاهم !!! بكره زى دلوقتى بالكتير الاقيه مرمى قدامى ..
اغلق هاتفه وألقاه بقوه فوق الفراش ثم قام بخلع قميصه وألقاه هوالاخر بعشوائيه فوق الارضيه الخشبيه 
ركضت حياة نحوه بړعب بعد سماعها لمكالمته ثم رفعت كفيها تتلمس ذراعيه العاربين فى محاوله بائسه لتوقيفه وجعله يستمع إليها هتفت بأسمه متوسله بيأس
-طب نتفاهم .. طب انت ليه معترض عليه من غير ما تسمعها ولا تسمعه .. فريد حرام عليك دى حامل وهما بيحبوا بعض ليه تفرقهم !!!..
نظر لها بنفاذ صبر قائلا بجمود
-مش هقعد اتناقش معاكى .. وروحى على اوضتك عشان هقلع هدومى ومش هيهمنى انك واقفه ..
صړخت به وقد بدء اليأس يتملك منها بسبب تصرفاته الجامده معها
-مش هتحرك من هنا وانت لازم تسمعنى وتفهمنى !! انت بتعمل كل ده عشان هو فقير !! طب مانا كمان فقيره ..
هتفت جملتها الاخيره بصوت متحشرج من أثر الدموع اجابها بنبره خاليه
-متقارنيش نفسك بحد ..
هتفت به مره اخرى شاعره بالحزن من جموده الذى لا يلين
-لا انا زى اى حد !!! لو هو فقير فانا أفقر منه اتجوزتنى ليه !! ..
اجابها بنفاذ صبر قائلا
-ده واحد ضحك عليها وهى لوحدها واهو لما ملقاش فايده اتجوزها من ورانا ..
صړخت به بعصبيه لتجيبه قائله
-وانت مين قالك انى مش زيه !! ما يمكن عملت عليك كل التمثيليه دى عشان تتمسك بيا اكتر وتتجوزنى !!..
رمقها بنظرات خاليه ثم أشاح وجهه بعيدا عنها نظرت إليه بعيون لامعه وقد بدءت الدموع تتجمع داخل مقلتيها وتظهر بنبره صوتها المنكسرة اضافت حياة بحزن حقيقى يائسه
-انت حكمت عليه بناءا على وجهه نظر بباك وحتى معطتهوش فرصه تسمع فيها رأيه !! وفوق كل ده حرمت اتنين بيحبوا بعض بجد من انهم يتجوزوا قدامكم وفرحتهم تكمل !! مع انك المفروض اكتر واحد تحس باللى بيحب . ده لو فعلا بتحب بجد ...
صمتت قليلا لتسمح بأصابع مرتعشه بعض الدموع التى تساقطت فوق وجنتها عنوه ثم أردفت بتوسل قائله
-اثبتلى بقى ان خوفى ده مش فى محله وان جوازك منى حب مش تملك وخلاص !..
انتظرت انكاره او صدور اى رد فعل منه يطمئنها ولكنه لم يجيب فقط تحرك فى مكانه بجسد متوتر وهو يحاول الهروب بنظراته من نظراتها هزت رأسها بأحباط وقد وصلتها اجابته قائله پألم
-تمام انا كده فهمت ..
مسحت اخر دمعه فوق وجنتها پعنف ثم تركته وتحركت بأكتاف متهدله من شعورها الثقيل بالخيبه والخذلان نحو باب غرفتهم المشترك لتختفى خلفه تاركه فريد شاعرا انه قد تمزق لشطران ولا يدرى لأيهما يستجيب
خلال اليوم التالى التزمت حياة بالمكوث داخل غرفتها ولم تخرج منها ابدا ولم تتناول اى شئ على الاطلاق حتى مع محاولات عفاف وتوسلاتها المتواصله التى لم تجدى نفعا لامت نفسها بقوه فهى من توقعت انها تستطيع إقناعه وهيأت لها نفسها انها ربما تكون فى مكانه اوضح لها فى البارحه انها لن تحتلها ابدا ولكن اكثر ما كان يؤلمها هو حال جميله وزوجها فقد شعرت بصدق حبهم تجاه احدهم
الاخر والآن يبدو ان مصير زوجها ووالد طفلها الذى لم يولد بعد فى قبضه انسان قاسى القلب لا يعرف الرحمه اما عن جميله فلم يكن حالها بأحسن منها فقد كانت تنحب طوال اليوم على حب عمرها وتوأم روحها والذى بسبب عنادها وسوء تقديرها سيلقى حتفه دون ان تحظى حتى بفرصه وداع له .
فى صباح اليوم التالى كانت حياة تجلس داخل غرفتها بأحباط وحزن شديد فلم يغمض لها جفن طوال الليل وهى تفكر بقلق ما الذى اقدم فريد على فعله مساء البارحه مع هشام عندما طرق باب غرفتها بخفوت ظنت انها عفاف فأجابتها باصرارمن وراء الباب المغلق قائله
-ريحى نفسك يا دادا مش هنزل ومش هفطر..
لم تتلقى اى رد على جملتها فظنت انها استسلمت لرغبتها وعادت للأسفل ولكن لحظتها فتح باب الغرفه وطل فريد من خلفه بمجرد رؤيتها له شاحت ببصرها بعيدا عنه ولم تلقه اى اهتمام تحدث على الفور وبأقتضاب بلهجته الجامده الآمرة
-حياة قدامك عشر دقايق يا تنزلى تاكلى معايا تحت يا انا هخليهم ينقلوا الفطار هنا .. اختارى ..
رفع معصمه ينظر فى ساعه يده قبل ان يضيف بجمود
-دلوقتى بقوا ٩ ..
ظلت تنظر شرزا فى اثره بعدما استدار عائدا بإدراجه للأسفل وبرغم انها علمت جيدا بأضطرارها للنزول حتى لا تشاركه الطعام فى تلك الغرفه المغلقة الا انها قررت التحرك بعد مرور العشر دقائق كامله فقط من اجل اثاره حنقه .
دلفت إلى غرفه الطعام وهى تتحاشى كليا النظر فى اتجاهه وفقط من اجل عناده توجهت إلى الكرسى المجاور لمقعدها المعتاد لتجلس عليه جلست بجمود وهى تتجاهله تماما وبرغم عدم رؤيتها لوجهه الا انها كانت تشعر بنظراته الثاقبه المسلطه عليها تخترق جسدها واعماقها معا نظر إليها مطولا ثم تحرك من مقعده ببطء يزيح المقعد الفاصل بينهم بعيدا ثم توجهه نحوها يميل بجانبه الايسر على احد ارجل المقعد ثم قام بجر المقعد وهى جالسه فوقه شهقت من فعلته وادرات رأسها تنظر إليه شرزا ولكنها سرعان ما تمالكت نفسها وعادت لجمودها ولامبالاتها مره اخرى عاد فريد يجلس فوق مقعده بأستمتاع وقد اصبح مقعدها ملتصق تماما بمقعده اكثر من العاده حتى ان الجزء السفلى من ساقه كان مستندا بكسل على ساقها حاولت بهدوء تحريك مقعدها بعيدا عنه مره اخرى ولكنه كان يحاصر بقدمه الجزء السفلى من رجل المقعد ليمنعها من التحرك به بعيدا 
لم يكن امامها حل سوى الابتعاد
تم نسخ الرابط