رواية متى تخضعين لقلبي لشيماء يوسف
المحتويات
داخل احضانه شعر بأنتظام انفاسها فعلم انها ذهبت فى نوم عميق تحرك بها بحذر ليضعها فوق الفراش فى وضع اكثر راحه ثم انسحب من جوارها بهدوء ظل فتره واقفا يتأملها محاولا استجماع ارادته واجبار عينيه وساقيه على التحرك من امامها
اللعنه انه يريد العوده والاندساس داخل أحضانها والاستمتاع بدفء انفاسها الواقع على وجهه بصرف النظر عما ينتظره بالأسفل فعقله يحدثه بضروره التحرك لمعاقبه من سولت له نفسه بالتعدى على منزله وفى غيابه وايضا الاطمئنان على حارسه المصاپ والذى تركه بالأسفل منذ ما يقارب الساعه دون معرفه التفاصيل اما قلبه فهو مكبل بحبها يريد قربها بيأس حاله حال عينيه وباقى جسده زفر بأستسلام وقد حزم أمره فحياته دائما فى المرتبه الاولى وما تبقى مهما بلغت أهميته يأتى خلفها لذلك عاد مره اخرى يتسلقى بجوارها وهو يجرها نحوه ويحتضنها بكلتا ذراعيه حتى يرتاح قلبه داخل ضلوعه وهى بين يديه .
الفصل السادس عشر ..
استيقظ فريد من غفوته بجوارها على صوت أزيز هاتفه الموضوع فوق الكومود بجواره التقطه ينطر بشاشته قبل ان يجيب وهو يتأفف بملل فالمتصل لم يكن سوى والده وهو يعلم جيدا فحوى ذلك الاتصال لذلك اجابه بضيق ساخرا
مش محتاج اسأل عن سبب اتصالك ده ..
اجابه غريب من الطرف الاخر متشدقا بحنق
اجابه فريد وهو يعود لاحتضان حياة التى بدءت تستفيق على اثر مكالمته قائلا
لا اتفضل اطمن براحتك ومتفكرش انى مش عارف مين اللى بينقلك كل حاجه .. انا بس سايبه بمزاجى ..
صدح به غريب بقوه حتى وصل صوته من الهاتف إلى مسامع حياة قائلا بعصبيه
يابنى انت عايز تجننى !! ايه البرود اللى عندك ده !! اضرب ڼار على بيتك وانت بتكلمنى فى مين اللى وصلى الخبر !!عمتا انا بعتلك شويه حرس زياده يفضلوا معاك الفتره دى لحد ما نشوف اخرتها مع الزفت منصور ده اكيد هو السبب ..
متشغلش بالك بمين ضړب ڼار على مين وبعدين انا مش عايز حاجة من حد .. امورى وانا هظبطها بمعرفتى .. المهم انت متدخلش ..
اجابه غريب بأستسلام
انا عارف ان مفيش فايده فيك وكلامى كله ع الفاضى معاك .. عمتا نكمل كلامنا بكره فى الشركه ..
فريد .. بباك عنده حق .. انت لازم تزود عدد الحراسه معاك لحد ما تعرف مين اللى عمل كده ..
تأملها مطولا بعشق ثم تنهد بحراره وهو يدنى بجسده من جسدها ثم احنى رأسه يطبع قبله فوق جبهتها قائلا بحنان
احتضنها جيدا وحاصر جسدها بذراعه ثم أردف حديثه بنفس نبرته الحانيه قائلا
مټخافيش ومتقلقيش انا عارف مين عمل كده والموضوع ده هيخلص قريب ..
تنهدت حياة بأستسلام ورأسها يتوسد صدره ثم أردفت قائله بتردد
فريد .. ينفع اسالك سؤال ..
اجابها وهو يعبث بخصلات شعرها مجيبا بحب
اسألى يا قلب فريد ..
انت عارف مين اللى عمل كده صح!..
اومأ برأسه موافقا دون حديث ازدرت حياة ريقها بقوه ثم استطردت سؤالها بأستنكار
طب ليه كل ده !.. ليه يعمل كده !..
اغمض عينيه لبرهه يتذكر حديث والده عن اكتشاف حب منصور لوالدته وكرهه الواضح لفريد دون مبرر ثم فتحهما مره اخرى قائلا لها وهو لازال يعبث بمقدمه شعرها
واحد من منافسين السوق .. مش قابل اننا نتفوق عليه ..
زفرت حياة بحزن ثم استطردت قائله بضيق
هو فى حد يعمل كده عشان الرزق ده كله بتاع ربنا !!! طب وبعدين هتعمل ايه دلوقتى ..
اعتدل فريد بجسده حتى اصبح امامها ثم اضاف وهو يحتضن كفها بكلتا يديه قائلا بحنو
متشغليش بالك انتى زى ما قلتلك الموضوع هيتحل قريب .. بس دلوقتى انا لازم اتحرك ورايا كام مشوار ..
تبدلت نظرتها للقلق وتمسكت بيده بقوه متمته بړعب
لا متمشيش ..
اجابها فريد وهو يحتضنها بين ذراعيه قائلا تبرير
حبيبى انا مش هغيب بس فى حارس اټصاب ولازم اروح اطمن عليه مش هينفع اسيبه كده وكمان لازم افهم ازاى كل ده حصل ..
شدت من
احتضان ذراعيها حول جسده متمته بتوسل
لا متسبنيش لو مصمم تنزل خدنى معاك ..
اجابها فريد بحزم حانى
حياة مش هينفع انا هروح المستشفى وبعدين مټخافيش هسيب ناس معاكم هنا جوه الفيلا كمان للاحتياط ..
هزت رأسها بقوه وهى لازالت تحتضنه قائله بأصرار
لا مش عايزه حد .. يا اجى معاك يا تفضل هنا ..
انهت جملتها ورفعت رأسها تنظر إليه بعيون لامعه من اثر تجمع بعض الدموع بداخلها تنهد بأستسلام بمجرد رؤيته لدموعها ثم قال على مضض
ماشى خلاص قومى حضرى نفسك واعملى حسابك ننتعشى بره ..
قفزت من الفراش بحماس كالطفله وهى تركض نحو غرفتها متمته بنبره تملؤها الحماس
حاضر ربع ساعه وهكون جاهزه ..
كانت جيهان جالسه بجوار غريب تستمع إلى مكالمته وعيونها ممتلئه بالتشفي سالت غريب بعد انتهاء مكالمته متلهفة
غريب هو حصل ايه !!..
زفر غريب بضيق وهو يعود بجسده للوراء ليستند على ظهر مقعده قائلا بحزن
فى حد ضړب ڼار على البيت عند فريد
سألته جيهان بخبث مستفسره
ڼار مره واحده !!! وفى بيته كمان !!! طب حد حصله حاجه !..
اجابها غريب بعدما تنهد براحه
لا الحمدلله جت سليمه .. وأضح ان اللى عمل كده كان قاصد يهوش بس .. كل الضړب كان على الشبابيك والمداخل ..
أردفت جيهان تسأله بتفكر
طب ويا ترى عرفتوا مين اللى عمل كده !!.
اجابها غريب مسرعا
مش محتاجين نعرف هو منصور زفت مفيش غيره ..
هزت جيهان رأسه ببطء ونظراتها شاردة فى مكان اخر نظر لها غريب مطولا بأستنكار يتأمل سكوتها ثم سألها متوجسا
جيهان اوعى تكونى !!!!..
صاحت به جيهان بعصبيه قائله بحنق
جيهان جيهان !!! جيهان زهقت منك انت وابنك كل ما تحصله مصېبه تجيبوها فيا !! روح شوف ابنك اللى مش مخلى حد فى السوق مش عامل معاه عداوه ..
لم يجد غريب ما يجيبها به فقط اكتفى بالانسحاب من تلك الجلسه الغير مجديه اما عن جيهان فقد غمغمت بسعاده قائله بعيون تلمع من شده الحماس
والله زمان يا منصور .. شكلنا هنعيد القديم تانى .. كويس انك ظهرتلى قبل ما أتورط لوحدى
انتها كلا من فريد وحياة من زياره الحارس الخاص بالفيلا وتفاجئت حياة ان المصاپ ليس الا ذلك الحارس الذى ساعدها فى اول يوم لها بالمنزل لذلك حزنت من اجله كثيراوتمنت له الشفاء العاجل من كل قلبها الامر الذى اسعد الحارس كثيرا
وبعد انتهاء زيارتهم اصطحبها فريد الى احد أفخم مطاعم الاسكندريه والمطل مباشرة على البحر ومنذ وصولهم وأثناء فتره العشاء كان فريد مراعيا إلى اقصى درجه ممكنه حتى يستطيع اذابه ذلك الارتباك الذى تحمله نظراتها طوال الامسيه وبعد انتهاء وجبه العشاء تتهد فريد مستعدا قبل يحدثها بلهجته حازمه لا تحمل مجالا للتراجع
حياة .. من اول الليله دى هتنامى معايا فى اوضتى .. انا عطيت امر لدادا عفاف تنقل حاجتك كلها معايا ..
استحوذ على انتباهها بالكامل بمجرد نطقه لتلك الكلمات فازدردت لعابها بقوه وقد بهتت ملامحها وظهر التوتر جليا عليها قبل ان تسأله بنبره منخفضة مترقبه
يعنى ايه !..
اخذ نفسا عميقا ليستطرد قائلا بنبره عمليه جاده
يعنى انا اوضتى أآمن من اوضتك غير انى مش هطمن بعد كده وانا فى مكان وانتى فى مكان حتى لو كان الفاصل باب .. عشان كده هتنتقلى معايا لحد ما احل المشكله دى ..
ظلت تنظر إليه ولم تعقب ولكن من قال انه يحتاج صوت ليفهمها فقد التقطت عينيه
حيرتها بسهوله فأضاف بنفاذ صبر قائلا نبره خاليه
متبصليش كده انا مش عضك .. ومفيش اى حاجه هتحصل بينا غير بموافقتك .. وبعدين قررى يا انا انام عندك يا العكس ..
لوت فمها بضيق فهى من جهه تعلم ان كلامه منطقى وهى نفسها تخشى الابتعاد عنه خاصه بعد ما حدث اليوم ومن جهه اخرى يراودها احساس قوى ان ذلك القرار لن يصب فى صالحها ابدا اما قلبها فكان له رأيى ثالث لن تجرؤ حتى على الاستماع إليه
اما عن فريد فكان يجلس مترقبا ينتظر قرارها والذى بناءا عليه سيقرر اذا كان سيستمر فيما انتوى فعله معها لبدء حياة طبيعيه بينهم ام انه سينتظر قليلا بعد زفرت بتوتر ثم اجابته مسرعه كأنها تخشى التراجع فى قرارها
اوك ..
امتلئ وجهه فريد بأبتسامه واسعه فبرغم وضعه لخطه بديله فى حاله رفضها او عنادها الا انه أسعده كثيرا ان توافق بملئ ارادتها فهذا معناه انها أصبحت مستعده ولو بنسبه بسيطه لمشاركته حياته تنحنح محاولا السيطره على مشاعره ونبره صوته قبل ان يستطرد حديثه قائلا بجديه شديده
تمام دى اول نقطه .. تانى نقطه ان من اول بكره هتنزلى معايا الشركه ..
نظرت إليه مطولا وهى تعض على شفتيها لمنع لسانها من الاندفاع فهى تعلم جيدا انه لن يحتاج التفوه بأكثر من ذلك لتهتف بحماس بموافقتها فهى تكاد ټموت مللا من الجلوس بالمنزل طوال النهار بمفردها ولم تعى مدى اشتياقها للعمل الا بعدما رمى إليها كل تلك الملفات التى راجعتها كالنهمه ولكن لا ضير من اثاره حنقه قليلا لذا سألته مستفسره بأستفزاز
هعمل ايه فى الشركه !..
رفع احدى حاجبيه ينظر إليها متأملا قبل ان يتشدق بجملته ساخرا
فى تمثال نقص من الشركه ومحتاجين حد بداله !!..
نظرت إليه فى بادئ الامر مستنكره قبل ان ترتخى نظراتها وتسأله بتهكم قائله
وعلى كده بتدفعوا حلو للتماثيل بتاعتكم !..
التوى جانب قمه بنصف ابتسامه قبل ان يجيبها قائلا بسخريه
مكنتش اعرف انك ماديه كده !!! ..
اتسعت ابتسامتها وبدءت عيونها تلمع ببريق تسليه أعجبه بشدة قبل ان تضيف مشاكسه
وانا مكنتش اعرف انك شايفنى تمثال !! ..
فتح فمه ليجيبها ولكن فى تلك الأثناء مرت من خلف حياة امرأه كانت تبتسم لفريد بأغراء وهى تلوح له بيدها بدلال واضح فى بادئ الامر عقد حاجبيه محاولا التذكر اذا كانت من معارفه ام لا قبل ان يشيح بنظره بعيدا عنها بعدم اهتمام التقطت حياة نظرته المتفحصة فالټفت برأسها للخلف تنظر حيث تركيز نظراته فتفاجئت بتلك المرأه تشيح بنظرها بأرتباك بعيدا عنه استدارت برأسها پحده تنظر إليه پغضب وتمتم بحنق واضح
عيب كده على فكره !!! ..
سألها فريد بعدم اهتمام واضح
هو ايه اللى عيب بالظبط !!..
ازداد حنقها من انكاره فأجابته بنبره حاده
انت عارف كويس انا بتكلم على ايه متلفش وتدور !! ..
ضيق نظراته عليها قبل ان يسألها مستفسرا وهو يضغط على حروف كلماته
اولا مش فريد رسلان اللى يلف ويدور فلو انتى عندك حاجه عايزه تقوليها وضحى !! ثانيا دى واحده شافت نفسها حلوه شويه فقالت اجرب يمكن اطلع منه بحاجه وثالثا ودى اهم نقطه .. حياة انتى غيرانه !..
ارتبكت نظرتها قليلا امام نظرته المتفحصة ولكنها سرعان ما تمالكت نفسها لتقول بتعلثم واضح
لا انا مش غيرانه .. بس مش عايزه الناس تتكلم عليا وتقول ياعينى قاعد مع مراته وبيبص لغيرها ..
مال بجسده حتى اصبح وجهه
على بعد خطوه واحده منها ثم قال بنبره ناعمه صادقه
انتى معايا ولا مش معايا ولا مليون واحده غيرك تملى عينى .. وبعدين هتفرق فى ايه لو انتى مش قدامى وانتى دايما هنا ..
انهى جملته والتقط بيده كفها الموضوع فوق الطاوله ورفعه حتى موضع قلبه ثم قام بفرد أصابعها فوقه وهو لازال محتضنا كفها بكفه التمعت عيونها بسعادة واتسعت ابتسامتها رغما عنها وهى تنظر مباشرة فى عسليتيه أردف هو حديثه قائلا بهمس ناعم وهو يقترب منها
وبعدين ممكن نثبت للناس دلوقتى انه جوزك بيحبك انتى ..
شهقت بخجل وعادت برأسها للخلف مبتعده عنه وهم تغمغم بكلمات غير مفهومه مما جعله يقهقه عاليا تسمرت نظرتها فوقه وهى تتأمل ضحكته بتلك الغمزه الوحيده التى حفرت بداخل خده من اثر ابتسامته الحقيقه قائله بأعجاب واضح
ضحكتك حلوه اوى !!! المفروض اللى زيك مييطلبش يضحك ابدا ..
كانت تريد الان العض على لسانها ذلك الذى تفوه الليله بكثير من الحماقات اما هو فقد لمعت عيونه بسعادة واضحه ثم تمتم لها وهو يتأمل عينيها قائلا بعشق
واللى زيك المفروض يخبوا عيونهم عن الناس لان عيونك دى فتنه وانا اتفتنت بيها من اول فتحتيهم فى وشى ..
شعرت بحراره جسدها تزداد من أثر كلماته ونبرته الهامسه ويده التى لازالت تحتضن يدها بتملك ونعومة لذلك اثرت الهرب من ذلك الموقف فسألته بأرتباك واضح
فريد ممكن نروح..
كان يعلم حيدا انها تراوغ ولكن يكفيه ما حصل عليه منها الليله لذلك اومأ لها برأسه موافقا قبل ان يطلب من حارسه إنهاء الحساب والتوجه بها نحو الخارج وهو لايزال يحتضن يديها بين يديه
فى الصباح استيقظت حياة بحماسه لتجد نفسه نائمه بين ذراعيه وراسها يتوسد صدره عقدت حاجبيها بتركيز فهى تتذكر جيدا ان البارحه حاولت الحفاظ على مسافه بينهم حتى لا يظن انها ترتمى داخل احضانه كلما اتاحت لها الفرصه اما عن فريد فقد استيقظ بالطبع كعادته بمجرد تململها بين ذراعيه فتح عينيه ينظر لها بأبتسامه عابثه دون حديث سألته هى بتقطيبه واضحه مستفسره
بتضحك على ايه !..
هز رأسه نافيا فى حركه تنم عن عدم نيته فى الاجابه عن سؤالها لذلك انسحبت من الفراش وتحركت قبله لتستعد وترتدى ملابس العمل اما هو فقد ظل ينظر فى اثرها بأبتسامه واسعه وهو يتذكر فى منتصف الليل وبعدما اصرت على وضع وساده فاصله بينهم حتى يلتزم كلا منهم بموضعه تفاجئ بها تقوم برميها بعيدا قبل ان تقترب منه طالبه النوم بين ذراعيه تنهد بحراره قبل ان يقرر وهو الاخر التحرك والاستعداد لبدء يومه المشحون .
بعد قليل كانت حياة تقف امام الجزء الخاص بملابسها امام خزانه فريد العريضه تحاول اختيار رداء اليوم لوت فمها بسخريه وهى تفكر بيأس ان خزانه ملابسه تعادل حجم غرفتها بمنزل والدها بعدما احتلت هى نصفها تقريبا فقد قامت السيده عفاف بنقل جميع ملابسها الذى انتقاها
متابعة القراءة