رواية متى تخضعين لقلبي لشيماء يوسف

موقع أيام نيوز

الله يخليك ادينى علبه الدوا خلينى اخدها مش قادره أتنفس ..
صړخ به والده قائلا بحنق 
يا ساهله .. عايزه تاخديها وتخفى عشان تسبينى وتروحى جرى على عشيقك صح !..
هزت رحاب رأسها له عده مرات بفزع وهى تقول من بين توسلاتها وبكائها 
مفيش حاجه من اللى فى دماغك دى يا غريب .. متصدقيش كلام جيهان .. انا عمرى ما خنتك ولا هخونك ..
ازدردت لعابها فى خوف ثم اضافت من بين شهقاتها المتتالية قائله 
هخونك ازاى وانا مش بطلع من البيت ومش بشوف حد خالص .. 
صړخ بها وقد جحظت عينيه إلى الخارج ثم قال پشراسه وهو يقترب منها 
مانا عارف عشان كده جبتيه يشتغل هنا مع الحراس بحجه انه قريبك صح !! انطقى !!!!..
شهقت بفزع مصدومه من اثر كلماته ثم قالت وقد بدءت ملامح وجهها فى الشحوب من توترها وشده نغز قلبها 
كدب .. والله كدب .. قلتلك المره اللى فاتت ده راجل قريبى غلبان عنده اولاد ومراته طلبت منى انى أساعده .. دى كل الحكايه والله ..
هز راسه نافيا پشراسه وهو يقترب منها وبقول يتوعد 
انا هشرب من دمك وبعدين من دمه .. انا غلطت انى اتجوزت واحده زيك ولازم اصلح غلطى ده دلوقتى..
ثم انقطعت الأصوات الا من صوت صفع والده لها وبعدها بدءت والدته فى الصړاخ بشده ولطمات غريب تقع فوق جسدها دون رحمه ظل فريد واقفا امام الباب يضع كفيه فوق أذنه محاولا منع صړاخ والدته من الوصول إليه حتى اختفى الصوت تماما وخرج غريب بملامح مرتبكه وهو يلهث من شده المجهود والفزع نظر له فريد بملامح مرتعبه قبل ان يقول له وهو يزدرد ريقه پخوف 
انا عايز اشوف مامى ..
حدجه غريب
بنظره حانقه ارعبته قبل ان يقول له بټهديد واضح 
مفيش حاجه اسمها مامى .. فاهمممم !!! انتى ايه اللى جابك هنا دلوقتى !!! يلا على اوضتك ومش عايز اسمعلك صوت او اشوفك قدامى قبل الصبح .. يلااااااا ..
لم يطعه فريد بل ركض من خلفه نحو غرفه والدته ثم قفز على فراشها ليطمئن عليها فوجدها نائمه فوقه بلا حراك بوجه ابيض شاحب وشفاه زرقاء هتف بأسمها عده مرأت ولكن دون جدوى هزها بقوه حتى تستفيق ولكن أيضا دون جدوى كان جسدها مرتخى تماما بين كفيه توسل إليها بصوت باكى ان تجيبه ولم يتلق منها اى رد حمله غريب عنوه بتوتر من خصره وذهب به نحوه غرفته وهو ېصرخ به ان يظل بها والا سوف ينال جزاءه هو الاخر 
ادخله إلى غرفته ومنها إلى مخدعه ودثره جيدا بغطاء الفراش حتى اعلى رأسه وظل فريد هناك منتظرا بجسد مرتجف حلول الصباح حتى يطمئن على والدته التى لم يصدر منها اى صوت منذ وقت ليس بالقليل . 
لم يعلم متى غالبه النوم ولكنه استيقظ فى الصباح على هرج ومرج وكثير من الأصوات المتداخلة فقز من فراشه ركضا إلى الخارج فوجد طبيب العائله يقف مع والده وهناك ٣ أشخاص اخرين يحملون على حماله طبيه والدته التى كانت مغطاه من اعلى راسها إلى اخمص قدميها بغطاء ابيض ويتحركون بها نحو الدرج هبوطا للطابق الارضى وهم مطأطئين رؤسهم وتبدو على ملامحهم الاسف فعلم ان اسوء ما يخشاه قد تحقق على يد والده ..
متى تخضعين لقلبى 
الفصل السابع
مضت الايام التاليه على كلا من حياة وفريد على نفس المنوال تجنبت هى لقائه وتعمد هو الخروج باكرا والعوده بعد منتصف الليل وبالتالى كانت تتناول هى وجباتها الثلاث يوميا بمفردها وتقضى ما تبقى من يومها بين البحث عن فرصه سفر مناسبه لأخيها لإخراجه من البلاد وما بين اكتشاف شئ جديد فى المنزل وفى احدى الايام عندما لاحظت عفاف حاله الملل التى اصابت حياة نصحتها بالتوجه إلى مكتب السيد فريد اذا كانت من محبى القراءه فغرفه مكتبه تحتوى على كم هائل من الكتب ابدت حياة ترحاب شديد بتلك الفكره وقررت اكتشافها على الفور دلفت داخل الغرفه بتوجس فمجرد تفكيرها انها ملكيه خاصه لفريد لا يستخدمها احد غيره اربكتها ولكن عفاف شجعتها انه ابدا لن يعارض على استخدامها لها ورغم ذلك قررت الدخول فقط للبحث عن شئ ما تقرأه ثم الخروج فورا 
كانت رائحته المميزه تملئ المكان هذا اول شئ خطړ ببال حياة بمجرد دخولها قبل ان تقع عينيها على محتويات الغرفه فتحت عينيها بأنبهار فالغرفه تجسيد حى للكمال والدفء بخشبها باهظ الثمن مع مكتب عصرى ومقعد جلدى مريح ووثير مع الكثير من التحف العتيقه والاكسسورات الثمينة اما ما جعل حياة تشهق بأعجاب هى تلك المكتبه التى كانت تحتل أركان الغرفه وتحاوط المكتب بنافذته وتمتد حتى السقف وتحتوى على مئات بل الالاف من الكتب المنظمه على حسب حقبتها الزمنيه ونوعها وتراثها تحركت حياة اول شئ نحو رف الادب العالمي فوجدته يحتوى على كثير من الكتب الفرنسيه زمت شفتيها معا للأمام بتفكير وهى تلتقط احدى الكتب بتغليفها الجلدى العتيق بين يديها وتتأمله اذا لقد اتقن الفرنسيه فعلا لقد كانت تتذكر كم تذمر فريد من كرهه لتلك اللغه وعدم قدرته على استيعابها وكم من خلافات نشبت بينه وبين والده بسبب ذلك الامر ولكن غريب كان دائما يجبره على تلقى الدروس بحجه ان جميع تعاملاتهم مع شركات فرنسية وعلى ولى عهده ان يتقنها تمام الاتقان حتى يستطيع التعامل معهم فى المستقبل عند توليه اداره الشركات 
هل يعلم انها کرهت اللغه والبلد بأكملها من اجله !! فكم ألمها ان يكون صديقها المفضل مجبرا على فعل شئ ما بالاكراه وبناءا عليه رفضت هى الاخرى تلك اللغه رغم انها أيضا اضطرت اسفه بحكم دراستها ان تتعلمها ولكنها أبدا لم تستغيثها فى طفولتها من اجله تنهدت بعمق من اثر تلك الذكرى واعادت الكتاب القيم إلى موضعه فوق الرف قبل ان يرن هاتفها داخل جيب ردائها التقطته تنظر به اولا قبل ان تبتسم بفرح فيبدو ان مساعيها خلال الايام الفائتة قد أتى بثماره اخيرا أجابت بحماس على الطرف الاخر ثم استمعت له قليلا قبل ان تجيبه بسعاده قائله
ايوه يا فندم تمام .. بالظبط زى ما بعت لحضرتك كده وان شاء الله الورق هيكون جاهز فى اقرب وقت .. 
صمتت قليلا ثم اجابته بحرص 
طبعا طبعا .. ان شاء هيسافر لحضرتك قريب ..
انهت المكالمه وأغلقت هاتفها ثم قفزت عده مرات بسعاده وفرح فاخيرا استطاعت التحصل على فرصه خارج البلاد لأخيها بمعاونه صديقتها فى الخارج التى ما ان علمت بالتحول الذى حدث فى حياتها وزواجها من شخص ثرى حتى أسرعت فى مساعدتها على الفور ..
فى تلك الأثناء كان فريد يجلس فى مكتبه بمقرعمله وشئ وحيد يستحوذ على تفكيره حياة خاصته لقد اشتاق إليها كثيرا فمنذ حديثهم الاخير سويا وهو يتعمد عدم مواجهتها
او الاحتكاك بها حتى يعيد ترتيب اموره ويمهلها بعض الوقت للاعتياد على فكره زواجهم ووجوده بجانبها فقد كان يقضى يومه كاملا فى العمل ويذهب للمنزل فقط فى المساء عندما يتأكد من خلودها للنوم وبعد فتره يتسلل إلى غرفتها بهدوء دون علمها ليتأملها قليلا قبل ان يخلد هو الاخر إلى نوم متقطع يظهر فى اغلبيته مقتطفات من الماضى الحزين
قاطع تفكيره دخول والده العاصف لغرفته لوى فريد فمه متشدقا قبل ان يقول بسخريه واضحه 
مادام دخلت عليا ډخله المخبرين دى يبقى فى مصېبه .. قول اللى عندك .. 
حدقه والده بنظره غيظ قبل ان يقول بحنق واضح 
نفسى تبطل قله ادب وتحترمنى شويه !!!.. 
لوى فريد فمه متأففا قبل ان يجيبه بتهكم مرير 
معلش اصل محدش ربانى وانت عارف .. امى ماټت وانا صغير ومرات ابويا كان كل همها ازاى احصلها ..
ارتبكت ملامح غريب من تلميحات فريد قبل ان يجيبه بنفاذ صبر هاربا من الصدام مع ابنه الوحيد 
خلاص خلاص .. مش هى دى مشكلتنا دلوقتى .. انت ايه اللى عملته ده مع عيله الجنيدي .. 
اجابه فريد بغرور وهو يعود بجسده إلى ظهر مقعده ليجلس فى تعالى واضح ويضع ساق فوق الاخرى 
عملت اللى المفروض يتعمل معاهم من زمان ..
هز غريب راسه عده مرات بأسف قبل ان يقول پغضب جلى 
انت بتستعبببط !!! مش هيسبوك بعد اللى عملته فيهم !! انت مش خاېف على نفسك
اجابه فريد وهو مازال محافظا على نبرته الواثقه وهدوئه 
اعلى ما فى خيلهم يركبوه .. يبقوا يورونى يقدروا على ايه وروحهم فى ايدى دلوقتى ..
اجابه غريب متوسلا 
يابنى لو انت مش خاېف على نفسك انا خاېف عليك .. بلاش عند مع ناس زى دى!!.. 
قفز فريد من مقعده پغضب ثم توجهه نحو والده يقف امامه بشموخ وهو يضع يديه فى جيوب بنطاله قائلا پشراسه 
خلى خۏفك لنفسك . وبعدين انا حلفت برحمه اغلى حاجه عندى انى ادفعه تمن اللى عمله قديم وجديد .. كفايه ان حسابه اتاخر لدلوقتى بسببك ..
انهى جملته ثم الټفت بجسده يتجه نحو النافذه لينظر منها بجسد متصلب سمع صوت والده يتنهد بيأس قبل ان يقول منهيا ذلك الحديث 
خلاص اللى انت تشوفه اعمله .. بس ع الاقل زود عدد الحراسه معاك شويه.. اه واعمل حسابك الاسبوع الجاى حفله التجديد السنوى مع الشركه الفرنسيه .. والحفله هتكون على شرفك انت ومراتك عشان يتعرفوا عليها ..
ادار فريد جسده نحو والده بهدوء ثم رفع احدى حاجبيه مستنكرا قبل ان يجيبه ببرود 
لا مش عايز .. 
صاح به غريب وقد سأم من تصرفات ابنه تجاهه الامباليه 
هو ايه اللى مش عايز !!!! ده شغل ومستقبل شركات انت المسئول عنها !! الخميس الجاى الحفله فى الفيلا تكون موجود انت ومراتك ومش عايز اعتراض .. 
انهى جملته ثم تركه وانصرف صافقا الباب خلفه بقوه ..
انتظرت حياة حتى المساء وعوده اخيها للمنزل حتى يكون بكامل تركيزه قبل ان تقرر الاتصال به جلست فى غرفتها وعلى حافه فراشها ثم أمسكت هاتفها وانتظرت ان يأتيها الرد من الطرف الاخر كانت على وشك خوض كافه التفاصيل معه عندما سمعت وقع خطوات كثيره فى الخارج فلم تود المجازفة بأى حديث قد يفسد مخططها لذلك اثرت الحرص على حماسها فقالت لاخيها بنبره منخفضة 
بص الكلام مش هينفع فى التليفون انا لازم اشوفك بكره .. فضى نفسك وقابلنى فى البيت ..
فى
تلك اللحظه فتح باب غرفتها بقوه ورأته يقف امامها يسألها بوجهه عابس وعيون مكفهره 
انتى بتكلمى مين !.. 
انتفضت هى على صوت اقتحامه لغرفتها ثم وضعت يدها فوق قلبها بړعب قبل ان تمد يدها الممسكه بالهاتف نحوه وهى تقول بړعب 
محمد اخويا .. خد اتاكد بنفسك .. 
ارتبكت نظرته قليلا وظهر التوتر على قسمات جسده قبل ان تلين نظرته ويدير جسده المتصلب لها خارجا من غرفتها .
تنفست الصعداء بعد خروجه واغلقت الهاتف مع اخيها بتعجل ثم اخذت تذرع الغرفه ذهابا وايابا بتوتر هزت رأسها عده مرات بتصميم لتشجع نفسها داخليا ستذهب لتخبره ولن تتهاون فى حريتها فعهد تحكم والدها انتهى وابدا لن تعيد تلك التجربه معه فوالدها كان يمنعها من الخروج بمفردها الا من اجل الدراسه والعمل بالطبع بسبب العائد المادى للأخير حتى يرتاح من طلباتها اما عن خروجها مثل مثيلتها من الفتيات كان ممنوعا عليها منعا باتا ففى منطقه ان البنت ذات الدين والخلق الجيد مكانها فقط فى المنزل !!!
على كلا انها شاكره لسماحه لها باكمال دراستها دون تعنتات ولكن كل ذلك انتهى الان ولن تسمح لأحد اخر التحكم فى حياتها
بعد قليل هبطت إلى الطابق الارضى بعدما استجمعت شجاعتها واستعدت لمواجهته تبحث بعينيها عنه فى الاسفل لمحت بعينيها مدبره منزله تخرج من غرفه مكتبه ممسكه بفنجان قهوه فارغ فعلمت انه بداخلها لذلك توجهت على الفور تجاه الغرفه ثم توقف امامها تسالها بهدوء قائله 
فريد جوه !!!.. 
اجابتها عزه بجفاء قائله 
اها فريد بيه فى المكتب ..
هزت حياة راسها عده مرات وتركيزها منصب على مواجهتهم وهى ترفع راسها بتحدى ممسكه بقبضه الباب وتهم برفع يدها الاخرى لتطرقه اوقفها صوت عزه مره اخرى قائله بنبره خاليه 
فريد بيه طلب محدش يزعجه !!! ..
نظرت إليها حياة من فوق كتفها وهى لازالت ممسكه بقبضه الباب ثم رفعت احدى حاجبيها لها بتحدى قبل ان تدير مقبض الباب وتدلف إلى الغرفه دون استئذان وهى توجه إليها ابتسامه مغيظه قبل ان تصفق الباب فى وجهها
كان فريد يجلس خلف مكتبه عاقد حاجبيه معا بشده وهو ينظر بتركيز فى شاشه كمبيوتره المحمول عندما سمع باب غرفته يفتح ويغلق دون استئذان انتفض من مقعده وهو يصيح قائلا 
مين اللى بي... 
انهى جملته بمجرد وقوع نظره على الباب ورؤيته لها تدلف الغرفه بتوجس لانت ملامحه المتجهمة قبل ان يتحرك فى اتجاهها يسألها بقلق 
حياة !! فى حاجه حصلت !...
اخذت نفسا عميقا قبل ان تبرر دخولها الهمجى ذلك قائله 
مفيش وانا عارفه انى دخلت من غير ما اخبط ع الباب .. بس هما قالولى بره انك مش عايز حد يزعجك .. وانا كنت هقولك حاجه واطلع على طول ..
تبدلت ملامحه على الفور ثم اضاف بنبره حانيه وهو يتأمل نظرتها المرتبكة رغم حركات جسدها المتصلبة 
حياة .. انا قصدى محدش يزعجنى منهم ..
اطرقت براسها للأسفل فى محاوله منها لكتم ابتسامه خفيفه كانت تهدد بالظهور على شفتيها من اثر ذلك الانتصار الصغير ولكنها سيطرت عليها بالاخير ثم تنحنحت عده مرات قبل ان تقول بنبره هجوميه استعدادا لما هو ات 
انا عايزه اروح لماما بكره أزورها .. وعلى فكره ده مش ....
قاطعها فريد قبل ان تكمل جملتها بنبره هادئه 
مفيش مشكله شوفى عايزه تنزلى الساعه كام وبلغى السواق قبلها ..
فتحت فمها بأندهاش فقد كانت تعد نفسها لرفضه فسألته بأستنكار 
ايه ده يعنى انت موافق انى
اروح بسهوله كده !!...
ابتسم لها بأعجاب من سؤالها الطفولى ثم أجابها قائلا 
مفيش مشكله زى ما قلتلك السواق هيوصلك وقت ما تحبى وانا بليل بنفسى هاجى اوصلك .. 
عقدت حاجبيها معا ثم اجابته معترضه 
بس انا مش عايزه حد يوصلنى !! انا بعرف امشى على فكره ولوحدى !! ..
وضع فريد يديه فى جيوب بنطاله قائلا بلا مبالاته المعتاده وهو يرمقها بنظره محذره 
حياااة !! مش عايز مناقشه كتير ده اخر
تم نسخ الرابط